%C2%AB%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9%20%D9%85%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B6%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B2%D9%85%D9%86%D8%A9%C2%BB! - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


«
ارتفاع متواصل في الأمراض المزمنة»!
نبيه عويدات - 08\04\2012
نشهد  في السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في الأمراض المزمنة التي تصيب الناس في منطقتنا، وخاصة أمراض السرطان، حيث نسمع كل يوم عن إصابات جديدة، وبتنا جميعاً نتساءل عن الأسباب التي أدت إلى ذلك. لكنه، وللأسف الشديد، لم تقم أي مؤسسة من المؤسسات التي تعنى بالشأن الصحي بأي بحث محلي حول أسباب هذه الزيادة، وهذا ما يفاقم  حالة الخوف والقلق لدى المواطن العادي.

وللقياس
، فإن الإحصائية تقول أن واحدة من بين كل 1000 امرأة في إسرائيل تصاب بمرض سرطان الثدي، ومن هنا فإن عدد الجولانيات المرشحات للإصابة بهذا المرض يجب أن لا يزيد عن 20، لكن ما نشهده من ازدياد في عدد المصابات يدل على أن النسبة لدينا أكثر من ذلك بكثير (مع العلم اننا لا نملك أي إحصائية حول ذلك). وهذا ينطبق على الرجال أيضاً، من خلال عدد الإصابات والوفيات بسبب هذا المرض الخبيث.

وقد
لفت نظري مؤخراً تقرير صادر عن الجمعية العربية القطرية للبحوث والخدمات الصحية، تشير إلى تزايد مستمر بنسبة المصابين بالأمراض المزمنة، وأنواع معينة من أمراض السرطان، والأمراض الوراثية لدى العرب في إسرائيل.

فتشير المعطيات الواردة في التقرير إلى أن 14.8% من مجمل العرب في إسرائيل يعانون من أمراض مزمنة، بواقع 15.5% بين النساء، مقابل 14.1% بين الرجال. ويتضح أيضاً أن معدل حياة المرأة العربية يصل إلى 81 عاماً، وهو أكثر من معدل عمر الرجل العربي (76.8 عاماً)، لكنه يبقى أقل من معدل عمر المرأة اليهودية (83.7 عاماً).

ويتضح من التقرير أيضاً أن الأمراض المزمنة لدى المواطنين العرب بتزايد. ففي السبعينيات كان معدل الإصابة بسرطان الثدي 10 نساء من كل مائة ألف امرأة عربية، وبالمقابل في نفس الفترة 63 امرأة من كل مائة ألف امرأة يهودية. أما في عام 2010، فقد أرتفعت النسبة بين النساء العربيات لتصل إلى 63 امرأة عربية من بين كل مائة ألف، مقابل 104 امرأة يهودية من بين كل مائة ألف امرأة.من المهم الإشارة إلى أن معدلات الإصابة بين النساء العربيات هي في ازدياد في حين أنها في انخفاض بين نظيراتهن اليهوديات، حيث ارتفعت نسبة الإصابة بنحو 600% في العقد الأخير.

وبخصوص أسباب الوفاة بين النساء لكل مائة ألف أمرأة، يتضح أن 74.7% من أسباب الوفاة لدى النساء العربيات تعود إلى مرض السرطان، مقابل 75.2% لدى اليهوديات؛ 47% بسبب أمراض القلب لدى العربيات، مقابل 21.8% لدى اليهوديات؛ 39.6% بسبب السكري لدى العربيات، مقابل 10% لدى اليهوديات!

يشار أيضاً إلى أن نسبة المدخنين بين المواطنين العرب ما زالت عالية، حيث بلغت عام 2010 إلى 21.1% بين المواطنين العرب، 37.4% بين الرجال، مقابل 4.% بين النساء. وتظهر صورة أشد خطورة لدى فحص نسب مدخني الأرجيلة حيث يتضح أن 5.6% من المواطنين العرب فوق جيل عشر سنوات يدخنون الأرجيلة، 8.8% بين الرجال، مقابل 2.3% بين النساء.

وبما أن البحوث تشير إلى أن من أهم العوامل لانتشار الأمراض المزمنة يعود إلى أسلوب الحياة الذي يفتقر إلى ممارسة الرياضة وإلى أنماط التغذية، مثل استهلاك الأغذية التي تحتوي على نسب عالية من الدهنيات، وبالتالي تؤدي إلى السمنة الزائدة، وكذلك إلى العوامل البيئية مثل انتشار الملوثات البيئية على أنواعها يضاف إليها عامل الوعي الذي يعتبر أساسياً في الحفاظ على نهج حياة صحي، فإن من واجبنا القيام بدراسات جدية للكشف عن المصادر المسببة لهذه الزيادة الخطيرة في منطقتنا، وهذا بالطبع يقع على عاتق المؤسسات والجهات الطبية القادرة على الضلوع بمثل هذه المهمة.